الشيخُ سيدي محمد بلكبير مدرسة شاملة عامرة في الوسطية والاعتدال والمنهجية الرصينة، حيث ولد الطفل سنة1911، لكن مالبثت أن توفيت عنه والدته وتركته يتيما ابن ثلاث سنين رفقة أربعة اخوة صغار.
هو ابن بيت علم ، والد حافظ لكتاب الله وعمه إمام وخاله فقيه، تولوا رعايته بحفظ القرآن الكريم والمتون، ثم أرسله خاله إلى بلدة تمنطيط حاضرة العلم والشيخ العلامة سيدي أحمد ديدي ليستكمل حفظ المتون ويتفقه في جوانب متعددة جمع فيها اجتهادا وصل الليل بالنهار أعوام ثلاثة.
استاذن شيخه ووالده للرحيل بعد ذلك يمم شطره نحو حاضرة تلمسان ثم زار المغرب، كما اشتغل معلما للقرآن الكريم بين تلمسان والمشرية والعريشة ثلاثينيات القرن الماضي، حتى افتتاحه مدرسة قرآنية بتيميمون سنة1943.
قفل المرحوم عائدا نحو بلدته بودة ثم افتتح مدرسته القرآنية سنة1947 وسط مدينة أدرار، على أرض اشتراها من حر ماله وجعلها وقفا لله بمساعدة خيريين.
هذه الرحلة اليمانية الايمانية الشاقة الطويلة، جعلت للشيخ سيدي بلكبير منارة في العلم ومكانة رجل كان يؤلف الرجال رغم عسر ذات اليد وتضييق الاستعمار ومتابعة خطبه واستفساره مرارًا حول مقاصده من خطب الجمعة عن الجهاد والغزوات وكان يرد على المفتش الفرنسي إنه يستذكر التاريخ.
بعد مسيرة وضاءة توفى الشيخ بلكبير يوم الجمعة 15سبتمبر 2000 عن عمر 89 سنة، ولا توجد دائرة على المستوى الوطني دون إمام درس في مدرسته أو عند أحد تلامذته
عندما تكون مخلصا في الرسالة يسخر الله لك في جنبات الأرض وصحاريها جامعة ومرافىء كثيرة، يذكرك فيها الذاكرون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق