لماذا تكرهون الزوايا ؟
لماذا تتعرض الزوايا العاملة في الجزائر لطعن الوهابية والمداخلة ؟ لماذا تتوالى سهام التجريح على الزوايا وشيوخها وطلبتها ومريديها من جواري الصحافة وغلمانها الذين لا يحسن الكثير منهم إعراب البسملة ولا يحفظ قصار السور ؟ لماذا تقبض أجهزة الدولة أيديها ولا تبسطها لدعم الزوايا ؟ لماذا إعنات طلبة الزوايا والمتخرجين فيها وسد آفاق العمل في وجوههم وعدم تصنيف حفظ كتاب الله في مستوى البكالوريا على الأقل؟ هل الزوايا كلها تخريف ورقص وهلوسة ودروشة كما يُصوره فُساق نقل الأنباء وكما يُطلسم الوهابية على الناس ؟ هل شيوخ جميع الزوايا أصحاب مطامع ، لا أصحاب مطالع ، وأرباب جيوب ، لا أرباب قلوب ؟ ألم تفشل جميع الحركات الإسلامية في إقامة دولة تحكم بكتاب الله ، ما عدا شيوخ الزوايا فقد حققوا ذلك؟ ألم يكن الأمير عبدالقادر شيخ زاوية ، وهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة على منهج الكتاب والسنة ، وقد كان يومئذ شابًا غضًا طريًا لم يتجاوز الحادية والعشرين ؟ ألم يكن الشيخ بوعمامة والشيخ المقراني والشيخ الحداد والشريف بوبغلة وبن ناصر بن شهرة والعربي بن مهيدي ومصطفى بن بوالعيد والشيخ زيان عاشور ... كلهم خريجو زوايا وانطلقوا في كفاحهم وجهادهم من الزوايا ؟ ألم تكن المجاهدة البطلة لالالة فاطمة أنسومر طالبة من طلبة الزاوية الرحمانية في بلاد القبائل الكبرى ؟ لماذا حُكم التعميم يُدين كل الزوايا دون تمييز بين صالحها وطالحها ؟ لماذا اعتنى الشناقطة في موريتانيا بالزوايا فمحصوا مناهجها وابتلوا أخبار مشايخها وكيفوا شهادات التخرج فيها فنجح العلم هناك ونجح التعلم معًا ، بينما بقينا ننظر إلى الزوايا نظرة الشرطي للمتهم أو نظرة الطير إلى اللحم ؟ لماذا القسوة على الزوايا ومحاربتها ومجابهتها إعلاميا وسياسيا واقتصاديا ؟ ما سر بقاء الزوايا منذ العهد المرابطي وإلى يوم الناس هذا على الرغم من كل المحن والمكاره والتشويه الذي تتعرض له ؟ أليست المناهج التعليمية والتربوية المعتمدة فيها هي سر بقاءها ؟ لماذا بقيت الزوايا على هوامش القانون وبقي تلامذتها أمام الحكومات المتعاقبة أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام ؟ لماذا يكتسب طلبة الزوايا هناك علومًا كثيرة ، ومعارف جمّة ، لا وجه لمقارنتها بما يكتسبه طالبة الجامعات ، وعلى الرغم من ذلك يتخرجون في هذه الزوايا بلا شهادات ؟ أليس طلبة الزوايا هم أحق الناس بالثورة والغضب من سياسات الحكومات الجائرة اتجاههم ؟ أليس أغلب حملة كتاب الله في الوطن الذين يتلونه غضًا طريًا كما أنزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وآله سلم ،هم من خريجوا الزوايا؟ أليست جل مناهج ومقررات الزوايا في الجزائر كنظيرتها في الأزهر الشريف في مصر بالتمام والكمال ؟ لماذا اعتنى المصريون بطلبة الزوايا والتكايا قانونيا وأكاديميا وتركوهم أحرارًا في مناهجهم ومقرراتهم بينما نحن ضيقنا واسعًا ؟ لماذا توفر الدولة الرسمية حماية قانونية للمداخلة والوهابية وتضيق على طلبة الزوايا وشيوخها في أرزاقهم وأقواتهم ولا معيل لهم سوى تبرعات المحسنين ؟ لماذا يستصغر إعلامنا طلبة الزوايا ويسخر من اللوح والقلم وينظر بكبر وتعالٍ لعمائم الطلبة والمشايخ هناك ؟ لماذا انتقاد الزوايا حتى في الأشكال والرسوم ؟ ألم يتخرج أساطين العلم والمعرفة والأدب والفكر والدعوة والإصلاح من زوايا الجزائر ؟ لماذا يُلَقّن للناشئة والشباب بُغض الزوايا وكُره الزوايا ومقت الزوايا ؟ لماذا يُورّث الحقد وتورث الضغينة على الزوايا ؟ ألم تكن الزوايا حامية لتراثنا ولغتنا وديننا على مدار 132 عامًا من عمر الإحتلال الفرنسي للجزائر ؟ لماذا يُكفَرُ فضل الزوايا ولا يُشكر ؟لماذا بات شعار الوهابية والمداخلة هو الحقد على الزوايا ومشايخها وطلبتها ومَن لم يُعاديهم بعنف لفظي شنيع فضيع فليس من أهل السُّنة والجماعة على حد زعمهم الباطل ؟ أليس من التجني بل من المنكر والمكر الذي تزول منه الجبال وصف طلبة الزوايا وشيوخهم بأقبح الأوصاف ونعتهم بأبشع النعوت التي لا يمكن وصف كافر أو مشرك بها ؟ لِمَ كل هذا الإسفاف والإجحاف والظلم والعنت في حق الزوايا ؟ لما كل هذا التشنيع بالزوايا ؟ أما آن للمتقولين أن يخرسوا ؟ أما آن للأفاكين أن يحبسوا ألسنتهم عن مشايخ الزوايا وأهل الله وخاصته ؟ أما آن للضالين المضلين أن يحبسوا أقلامهم الوسخة عن الطعن في الزوايا وشيوخ الزوايا ؟ لِمَ تدعم المملكة المغربية الزوايا وتتبنى التصوف والعقيدة الأشعرية جهاراً وتصادق السعودية الوهابية سياسيًا في آن واحد ، بينما الدولة الرسمية في الجزائر تاركة الوهابية يسرحون ويمرحون في مساجدنا وجامعاتنا لنشر فقه البداوة النجدي في بلادنا وبين شبابنا وبناتنا وتُضيق على الزوايا ؟ أين الزوايا في برامج وزارة الشؤون الدينية ؟أين الزوايا من برامج وزارة الثقافة التي تمول حفلات المخلفين والعاهرات ولا تدعم الزوايا بمكتبات لا يزال طلبتها في أمس الحاجة إليها ؟ أين دور المجالس المنتخبة في النهوض بالزوايا خاصة البرلمانيين وأعضاء مجلس الأمة ؟ هل يعلم المتقولون وشذاذ الأفاق أن الزوايا أنواع وأصناف في الجزائر ؟ وما يهمنا في هذا المقال هو الزوايا التي تنشر العلم الصحيح ، وتُحفظ الناشئة والشباب كتاب الله ؟ أليس خريجو الزوايا هم أكثر الشباب حصانة من فكر التكفير والتفجير والغلو والتطرف ؟ فلماذا تُوَّليهم الدولة الأدبار ؟ ألم تُحافظ الزوايا منذ أكثر من عشرة قرون خلت ولا تزال على المرجعية الدينية للجزائر " في عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجُنيد السالك " ؟ أليس في حُكّام الدولة الجزائرية رجل رشيد ، يُفكر في الفوضى الدينية التي ما كان لها أن تكون لو لقيت الزوايا دعمًا يسيرًا من أموال الخزينة العمومية التي نهبها اللواتي يمارسن " الثقافة " ؟ ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق